شيء من الماضي

شيء من الماضي يتطلب كثيرا من النسيان و قليلا من الانسانية ، فلا أحد يقوى على سد ثغرات القلوب التي انشقت بأكثر من ألم ، و لعل الماضي أكثر حنينا للإنسان من نفسه و من أقرب المقربين ، بل و أقرب إليه حتى من حبل الوريد فمهما بلغت أحزانه و تشعبت أقراحه في العروق ظل متيما بها إلى ما لانهاية من الإخلاص ، فما أحوج الإنسان إلى النسيان و ما أحوج النسيان إلى بديل يسمح للقلب بتجاوز ما مضى من أحاسيس و يقول في من ترك الوصال :" لا يهم كان شخصا لا يستحق لعله شيء من الماضي " هكذا نعيش نحن الأوفياء نموت كل يوم ألف مرة و ننتظر الحياة في كل مرة من الألف . نسامح من أول لحظة حتى و نحن نعلم أننا سنعود لنفس الموت عدد مراته و جراحه . ربما سأموت قريبا فحدسي يخطئ في كل مقاديره و تنبؤاته إلى هذه الأخيرة . فمع خيانة الحبيب و موت القريب أصبحت لا أساوي شيئا . حتى جسمي الهزيل أصبح قادرا على خيانتي في أي لحظة !! كما خانني الجميع فجأة . لا ألوم أحد فلا أحد مجبر على الارتباط بشخص ليس ضمن حساباته المستقبلية و مخططاته الناجحة مستقبلا . و لكن ألوم نفسي على أحلام أحلمها كل ليلة و أتمنى أن تتحقق و على أدوار ألعبها في كل حلم و أصدقها في صباح اليوم التالي . لذلك كتبت هذه القصة التي فيها ايحاءات عن شخصيتي و حياتي و طريقة تفكيري ستحس بالمتعة و أنت تقرأها بشكل سطحي فلا تفهم معانيها أو تقرأها بشكل عميق فتعلم أن أمامك قصتين واحدة لي وواحدة للبطل . ما عليك إلا أن تقلب الأسماء في كل مناسبة لتعلم حقيقتها و تقول كما قلت من مدة ليست بقصيرة : " نعم إنه شيء من الماضي " .
منذ قدومها من تركيا و يلالغ أرسي في علاقة مع الذهبي نسحم كانت تعلمه شابا طموحا متعلقا بها إلى حد الجنون لكن طموحه لم يشفع له بامتلاك قلبها بشكل تام فهي أشد إيمانا بأن العلاقة بين الجنسين مشروع أكثر من كونها محبة مبنية على أحاسيس و مشاعر رغم كل ما قام به لإرضائها ، فقيرة جاءت من أدغال بلاد الأناضول باحثة عن السعادة و الرخاء و الرفاهية و تحقيق الأحلام في وطن لا يختلف عن وطنها إلا بقليل من المفارقات . لتصطدم برابط يجمعها مع شاب من شباب الوطن الجديد لا يقل عنها فقرا و قهرا لكنه فعل كل شيء ليمتلكها فقط و تكلف فوق طاقته لتحس أنها بأمان في موضع غير موضعها اعتبر نفسه ملكا لها فكان ارضية خصبة و بساط تمر فوقه كلما أرادت تحقيق مصلحة من المصالح . مدة طويلة من المعاشرة المصلحية بين الطرفين انتهت بخطوبة مرضية . لكن ثلاث لقاءات بعد هذه الخطوبة كانت كافية لانتهاء كل شيء .
اللقاء الأول :
كان متفقا عليه . موعد رسمي في مكان تعودا الجلوس فيه بين أنظار صومعة حسان و المكان المطل على واد أبي رقراق . الغريب أنها أول مرة تأتي قبل وقت الموعد بساعات و تقوم بحركات غريبة كأنها تتدرب لتخبره بشيء أو تبلغه بخبر مهم تدور في نفس الدوامة تجلس هنا و هناك و هي تنتظر بترقب و تراقب عقارب الساعة بصمت و قلق تتمنى لو تغير الوقت و تقرب الموعد . في مكان أخر من المدينة الشاب ذهبي يستعد للموعد ، كله شوق لرؤيتها ، فمنذ مدة طويلة لم يلتقيا ، خبره الجديد كان كافيا ليجعله مؤمن بالتغيير و تحول الأوضاع خصوصا و أنه وجد فرصة للعمل في أحد محلات مواد التجميل الكبرى بعد معاناة مع البطالة رغم أنه عمل لا يناسب تطلعاته إلا أنه كافي لسد حاجته و تخطي العتبة الأولى من الفقر و جعل أرسي قادرة على التقدم في العلاقة و التخفيف من قلة إيمانها به خبر مفرح بالنسبة إليه يمكنه تغيير كل شيء و جعلها تقبل فكرة الزواج دون تأخير و دون أن تحرجه كما هو الحال بالنسبة للمحاولات الفاشلة التي سبقت فدافعه هذه المرة قوي .
اقترب الموعد و توجه الشاب ذهبي نسحم إلى مكان اللقاء بملابس مغايرة لما كان يلبس سابقا بذلة أنيقة و رائعة فقد استطاع إقناع أصدقائه في السكن بانه سيصبح إنسانا أخر بعد استلام منصبه في العمل وواعدهم بإقامة حفلة حتى أعاروه البذلة و الحذاء بل حتى العطر و ساعة اليد . وقف على مشارف الصومعة ليرى باستغراب يلالغ أرسي و هي تخاطب نفسها بل وزاد استغرابه من حضورها قبله ؟؟؟!!! فهي متعودة دائما على التأخر أو الاعتذار و عدم الحضور اقترب منها كأنه لم يلاحظ شيئا . اقترب منها و بدأ الحديث بشكل عادي بين أخد و رد مدة طويلة من الكلام طال الحديث حتى صار في وجهة غير الوجهة التي يريدها الطرفين الذهبي نحسم وصل لحالة هستيرية من الغضب لا يلاحظها إلا من يعرفه جيدا وقفته غير عادية بالمطلق وجهه محمر للغاية أول مرة يتحدث معها و هو يدير بظهره إليها أما هي غير مهتمة أو تقصد استفزازه بشتى الاساليب و العبارات و تتلاعب بجسدها المثير و تلوح بيديها هنا و هناك كأنها تلعب و هي حقا تتلاعب بأحاسيسه أيما تلاعب فقد صار كاللعبة بين يديها تحركه أينما أرادت حتى و إن لم يرد فهي من تقرر . الفرح الذي بدأ به الحديث تلاشى شيئا فشيء حتى صار الكلام أقصى من الحجر كل كلمة كانت تخرج من فمها كافية لإيقاظه من سباته حتى يعلم أنها وحش مصلحي لا تهمه العواطف بقدر ما تهمه المادة . بعد صمت رهيب انطلق لسانها كالرمح :
_ذهبي لست مستعدة لأدفن نفسي في هذه الحياة و لا أريد أن أضيع شبابي و صغري في الفقر و الكفاح و المعاناة . أريد العيش أريد أن ألعب و أسافر و أرقص و أريد أكثر من هذا أن أكون حرة أريد أن أحس بمعنى الحياة اريد أن أعيش عيشة تستحق و ليست عيشة عادية هكذا و هكذا ...
_و لتعيشي كما تريدين تودين قتلي يا أرسي بعد كل ما فعلت ألا أستحق التضحية (نظر إليها بأمل ) سيصلح كل شيء أنا متأكد .
_ لا أحد يموت من الحب الفقر فقط هو الذي يقتل . فقط الفقر يا نسحم ، لو قدر الله حقا و تزوجنا و وضعت فقري على فقرك تأكد أننا سنموت و حبنا أيضا سيموت دعنا نفترق و نحن نحب بعضنا بدل ان نعيش معا و نحن لا نطيق النظر في أوجه بعضنا أبدا .
_ أحقا يا أرسي أنت تقولين هذا الكلام بعد كل هذه المدة .
_ لا تعطي للموضوع قيمة أكثر مما يستحق و لا تجعل الأمور أعقد مما هي عليه (لعتمة) لسنا أول اثنين يحبان بعضهما و يفترقان و لسنا اول مخطوبين سيتركان بعضهما . فوق هذا تأكد أنك غذا ستنساني تماما و ستنسى كل هذه الحكاية بشكل نهائي .
بعد سماع هذه الكلمات لم يعد له الحق في الكلام حمل كرامته و انصرف مبتعدا عنها فجأة سمع صوتها و هي تناديه ارتاح قلبه : " ربما غيرت موقفها لكن ليس بهذه السرعة " استدار نظر إليها ابتسمت و قالت :
_تريد الذهاب دون قول شيء ألن تقول لي إلى لقاء أو حتى وداعا يا حبيب العمر ( لم يهتم لها و أمضى طريقه خطوات قليلة ثم اكملت ) اسمع يا ذهبي نسيت أن أعطيك شيئا . أمسك .
أزالت الخاتم الذي عانا نسحم ذهبي لأجل إسعادها به بسهولة من يدها و ألقته على وجهه ، نظر إليها بعمق كأنها نظرته الأخيرة قبل وفاته و الحسرة تظهر على محياه من أبعد المسافات ، ليست هذه هي أرسي يلالغ التي جاءت من تركيا تغير فيها كل شيء الشكل و القلب و العقل كانت تسعى للاندماج مع وطن غريب عنها حتى بالغت في الاندماج و نسيت من تكون غيرتها الأيام ، هاربة من الفقر إلى الفقر لا تريد الطموح ولا حتى الصبر لم تأتي لتصبر جاءت لتصل لكل شيء بسهولة لم تجدها أبدا في وطنها و من يكون نسحم ذهبي حتى تصبر لأجله يكفي أنه أخد وقتا كافيا من السعادة أجرا لما فعله لأجلها لا تستحق اللوم فليست مجبرة على الارتباط بشخص لا يستطيع تحقيق أحلامها بشكل مطلق و لا يوافق تطلعاتها ستكون تجربة فاشلة ، كانت متحسرة أيضا تعلم انها اضاعت شابا غرق في امواجها من الغرام و صعب عليها ايجاد شخص يحبها مثله لكنها اختارت العيش عوض الحياة و ظنت أنهما شيء واحد لكن لا شيء يجمع بينهما ، ذهب و هو يقول في نفسه : " حقا إنها كالأفعى ناعمة الملمس متحجرة القلب مسمومة العواطف و الأحاسيس لكنني أحببتها للأسف محبتي لها لم تمنعها من قتل قلب البريء بعد قتل صاحبه . لابد أن تصير شيئا من الماضي و لو كان علي لقتلتها مرتين بل ألف مرة " صعب نزول دمعة رجل لكن الأصعب هو الاحساس بنكران الجميل ذهب دون عودة ستندم . عاد إلى أصدقائه وملامح اليأس تسربت إلى ملابسهم حتى بللتها من شدة الكسر هي شيء من الماضي يجب أن ينسى للأبد نظر إليهم و قال :
_ في لحظة عابرة سيؤلمك كل شيء و لن يتسع لمأساتك سوى الله.
اللقاء الثاني :
كان صدفة . بعد سنوات قليلة نسحم ذهبي صنع لنفسه مكانا في عالم التجارة في مجال بيع مستلزمات التجميل . شراكته مع الريس محمد الذي آمن به و جعله شريكا له حوله لشخصا أخر مغاير لما كان عليه ، أصبح محل عمله أقدس شيء بالنسبة إليه . شهر كامل من الاستعداد لعشاء العمل الذي سيقيمه الريس بمناسبة قدوم أحد أهم رجال الأعمال الحاج متولي و زوجته الجديدة لإقامة عمل و تطوير العلاقات و فرصة نسحم ذهبي لأجل طرح مشروعه و أفكاره على الحاج و لما لا شراكة معه أيضا . في يوم اللقاء كل شيء على ما يرام و الاستعدادات كاملة على أتم وجه ما ينقص هو حضور الحاج و زوجته فجأة توقفت سيارة أمام المطعم نزل منه الحاج متولي و زوجته الجديدة أرسي يلالغ من قال أن شابة في سن العشرينيات ستقبل بالزواج من رجل في الثمانينات من عمره لكن مقابل المال كل شيء ممكن ، ارسي لا تختلف عن بائعات الهوى لكنها تختلف عنهن في شيء واحد هو أنها باعت شرفها بشكل مباح بعض الشيء و سمحت لجسدها بتقبل الاغتصاب من رجل لا يتناسب معها بالكل . لم يستطع ذهبي التعرف عليها فملامح الثراء غيرتها مائة و ثمانون درجة شكلها أصبح مغاير لما كانت عليه تماما ، لكنها استطاعت التعرف عليه ، جلس الحاج متولي و قال :
_أقدم لكم زوجتي أرسي يلالغ .
_ هذه هي زوجتك التركية التي حدثني عنها حقا جميلة كما وصفت ( الريس محمد يقبل يدها برقة ) ولكن كيف تتكلم الداريجة بفصاحة غريب ، أمر صعب على غير الناطق بها لكنها تستطيع التكلم بفصاحة .
_ لا يا رايس فأرسي تعلمت اللغة من احد الشباب الفاشلين كانت تعرفه في ماضيها (إن كنت تبحث عن نسحم ذهبي فهو غائب من شدة الصدمة و عيناه لا تفارق يلالغ غاب تماما و لولا تقديره لرايس محمد لانصرف لحال سبيله اكمل الحاج قائلا ) لكنها تعرفت على الشخص المناسب .
_ هي زوجتك الثالثة إذن .
_ لا بل الرابعة ( ضحك ) لكنها الاقرب إلى قلبي حقا يا حبيبتي ؟.
_ نعم حبيبي (بنبرة حزينة ) أعتذر سأذهب للحمام .
بعد فترة قصيرة من ذهابها للحمام اعتذر نسحم من الحاج و الرايس و أخبره أنه مريض قليلا و طلب أيضا الذهاب للحمام و هناك التقيا بعد سنوات من الفراق وجد أرسي غارقة في التفكير نظرا لبعضهما طويلا ليقول :
_ لم أستغرب . لكن كم الثمن لترضى فتاة ببيع كل شيء .
_ لم أبع شيئا كنت فقط أريد العيش .
_ لكنك تموتين هذه هي الحياة التي تركتني لأجلها انا أشفق عليك حقا ، كم كنت رخيصة أمام ارادتك لم تريدي وضع فقري على فقرك لكنك وضعت حياتك على موت رجل في عتباته الاخيرة من الموت لتعيش الحياة .
_ الأمر ليس كما تتصوره
_ اه ليس كما أتصور . اعتزلت التصور و حسن الظن بالأخرين لا تخبريني أنك تزوجت رجلا في خطواته الأخيرة من القبر حبا فيه .
ذهب تاركا العشاء و كل شيء . ترك الجميع مستغربا و متعجب كيف لحماسه أن ينطفئ فجأة و الريس محمد يصنع في المبررات . أرادها ان تعيش لكن ليس بهذه القدارة ارادها أن تعيش أميرة لكنها اختارت أن تموت كجارية لم يتصور أن تصير هكذا تغيرت للأسوء لأنها اختارت المسار المظلم اتبعت طريقا نهايته هالكة و غامضة قال في نفسه : " لا يهم لعلها شيء من الماضي " . بعد انتهاء العشاء ذهب نسحم إلى الرايس و شرح له كل شيء عن قصته بزوجة الحاج متولي .
اللقاء الثالث :
بعدها بستة أشهر و بالتحديد يوم الحادي عشر من شهر مارس .
فتح الرسالة " سأنتظرك في المكان الذي تعودنا اللقاء فيه مع الرابعة أتمنى أن تأتي أرسي يلالغ ) . نظر إليها فكرا طويلا قال في نفسه " حسنا ليكن ذلك " تذكر استعداده للقاء الأخير بينهما البذلة و العطر و الساعة و خداع الاصدقاء للحصول على ملابسهم بغية لقاء حبيب العمر أمور جعلته يضحك بهستيرية تفاصيل تصنع السعادة رغم بساطتها . يحن لصومعة حسان و منظر واد أبي رقراق يشتاق للقاء المكان أما لقاء الشخص لم يعد مهما .
وصل للمكان نظر إليها و هي تقوم بحركات غريبة كأنها تتدرب على مقطع مسرحي ستستعرضه . " لم تتغيري يا يلالغ " هذه المرة لم يسلم جلس دون أن يتكلم لدقائق حتى انطلقت مرة أخرى:
_ أريد الانفصال عن الحاج متولي .
_ ربما أخطأت فأنا لست محاميا .
_سامحني يا ذهبي سامحني أعلم أني جرحتك كثيرا لم أقصد .
_ على ماذا ؟؟! أه على اللغة التي تعلمتها مني لتخبري الحاج متولي أنك تعلمتها من أحد الفاشلين .
_ لم أحب في حياتك أحد غيرك صدقني
_ انا اصدقك طبعا (باستهتار ) و العلامة على صحة محبتك لي أنك ألقيت الخاتم على وجهي و ذهبتي للزواج من الحاج متولي صاحب المال و الأعمال .
_ لا تقل هذا ، كانت غلطة
_ بل كانت صفقة بيع و شراء ، من تبيع نفسها مرة سهل عليها أن تبيع نفسها مرتين و ثلاثة و عشرة و من تدخل هذه الدوامة صعب عليها الخروج منها .
_ انا في حاجة إليك في حاجة أن تمد يدك لتخرجني من هذا العالم (تمسك يده فيزيلها بقوة )
_ متأخرة جدا أسف لا أستطيع
_ و هل ستتركني في يد رجل يتاجر في عرضي
_لا تنسي ان ذلك الرجل هو زوجك الذي اخترته بإرادتك و فضلته عني .
_ لو تركتني لهذا الرجل سأضيع
_ (ابتسم بمكر ) لا أحد يموت من الحب الفقر فقط هو الذي يقتل .( نهض حتى وصل نصف الطريق و قال) وداعا يا حبيب العمر ( أخرج الخاتم من جيبه و ألقاه على وجهها ) .
تركها غارقة في الندم امرأة أهلة للسقوط هي من اختارت من الأول حددت مصيرها دون حساب لما سيقع . تركته يقول في نفسه " لا يهم كانت شخصا لا يستحق لعلها شيء من الماضي ."
نسحم ذهبي و أنا شخص واحد نفس الارادة و الطموح و الظروف و لكلينا نفس الماضي لكن بأبعاد مختلفة أنا لا ألوم أحد فلا أحد مجبر على الارتباط بشخص لا يناسب تطلعاته المستقبلية بل ألوم نفسي لأنني كنت أحلم أحلاما لا تستحق أن تُحْلَمْ . سأبحث عن فتاة تميز بين الحياة و العيش و إن لم أجدها فسأختار أن أموت عازبا فلا شيء يستحق ، و سأنتظر اللقاء الاخير بفارغ الصبر لعل ردي يكون أقصى من رده و من يدري لعله شيء من الماضي . هذا حال الضعفاء و عجلة الأيام تدور .

Commentaires